فصل: بيمارستان ابن الفرات:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ البيمارستانات في الإسلام



.البيمارستان المقتدري:

في سنة 603هـ أشار سنان بن ثابت بن قرة على الخليفة المقتدر بالله أن يتخذ بيمارستانًا ينسب إليه فأمره باتخاذه فاتخذه له في باب الشام وسماه البيمارستان المقتدري وأنفق عليه من ماله في كل شهر مائتي دينار.

.الأطباء الذين خدموا البيمارستان المقتدري:

1 - يوسف الواسطي الطبيب كان ملازما لبيمارستان المقتدر وقرأ عليه جبريل بن بختيشوع.
2 - جبريل بن عبيد الله بن بختيشوع كان عالما فاضلا متقنا لصناعة الطب كان من أطباء المقتدر ولازم البيمارستان والعلم والدرس أقام ببغداد ثلاثين سنة ثم دخل إلى ميافارقين عند الأمير ممهد الدولة وتوفى يوم الجمعة ثامن رجب سنة 396 وكان عمره 85 سنة.

.بيمارستان ابن الفرات:

قال أبو الحسن ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة في سنة 313 قلداني الوزير الخاقاني البيمارستان الذي أتخذه أبن الفرات درب المفضل ينفق عليه من ماله في كل شهر مائتي دينار.

.بيمارستان الأمير أبي الحسن يحكمْ:

قال ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة لما مات الراضي بالله أستدعى الأمير أبو الحسن بجكم والدي سنانا وسأله أن ينحدر إلى واسط ثم أمره فعمل بواسط في وقت المجاعة دار ضيافة وببغداد بيمارستانا يعالج فيه الفقراء ويعلّلون، وأنفق في ذلك جملة، ورفه الرعية وأرفقها وأكرم سنانا غاية الإكرام.

.بيمارستان معز الدولة بن بويه:

في سنة 355هـ ابتدأ معز الدولة بن بويه في بناء مارستان وأرصد له أوقافا. وفي المرآة لسبط بن الجوزي: أنه في سنة 355 أمر معز الدولة أن يبنى موضع السجن المعروف بالجديد ببغداد مارستانا وأمر أن يوقف عليه الأوقاف وأن يكون مغل الضياع الموقوفة عليه في كل سنة خمسة آلاف دينار فمات قبل أن يتم.

.البيمارستان العضدي:

في صفر من سنة 372هـ فتح البيمارستان العضدي الذي أنشأه عضد الدولة بن بويه في الجانب الغربي من بغداد، ورتب فيه الأطباء والخدم والوكلاء والخزان، ونقل إليه من الأدوية والأشربة والعقاقير شيء كثير ومن كل ما يحتاجه إليه. قال عبيد الله بن جبريل إنه لما عمر عضد الدولة البيمارستان الجديد الذي على طرف الجسر من الجانب الغربي من بغداد كان من الذين جمعهم فيه من كل موضع وأمر الراتب منه أربعة وعشرون طبيبا وكان من جملتهم أبو الحسن علي بن إبراهيم بن بكس وكان دأبه أن يدرس فيد الطب لأنه كان محجوبا، وكان منهم أبو الحسن بن كشكرايا المعروف بتلميذ سنان، وأبو يعقوب الأهوازي وأبو عيسى بقية ونظيف النفس الرومي وبنو حسون وجماعة طبائعيون. قال عبيد الله وكان والدي جبريل قد أصعد على عضد الدولة من شيراز، ورتب في جملة الطبائغيين في البيمارستان وفي جملة الأطباء الخواص، قال: فكان في البيمارستان مع هؤلاء من الكحالين الفضلاء أبو النصر الدّحني ومن الجرائحيين أبو الخير وأبو الحسن بن تفاح وجماعة ومن المجبرين المشار إليهم أبو الصلت. قال ابن خلكان:
والبيمارستان العضدي ببغداد هو في الجانب الغربي وغرم عليه مالا عظيما وليس في الدنيا مثل ترتيبه وفرغ من بنائه سنة 368هـ 978م، وأعدّ له من الآلات ما يقصر الشرح عن وصفه.
وقال جمال الدين بن القفطي: لما عمر عضد الدولة قنا خسرو البيمارستان ببغداد جمع إليه الأطباء من كل موضع فاجتمع فيه أربعة وعشرون طبيبا وابن مندويه الأصفهاني واحد منهم وفي سنة 408 توفي الحاجب الكبير الشباسي أبو نصر مولى شرف الدولة بن بهاء الدولة ولقبه بهاء الدولة بن بويه بالسعيد وكان كثير الصدقة والأوقاف على وجوه القربان فمن ذلك أنه وقف ضياعا على المارستان وكانت تغل شيئا كثيرا من الزرع والثمار والخراج. وقال العيني:
استهلت سنة 449هـ والخليفة القائم بأمر الله والسلطان طغرل بك، في هذا الوقت نظر عميد الملك في المارستان العضدي وكان قد خلا من دواء وشراب وكان المرضى على وجه الأرض فوجد عند رأس المريض بصلة يشمها، وعطش بعضهم فقام بنفسه إلى حيث الماء فوجد فيه حمأة ودودا. وكان أبو الحسين بن المهتدي ويعرف بابن العريق قد عرف أن يهوديا يعرف بالهاروني استولى عليه وأكل أوقافه، فاستخلصها من المتغلبين عليها وشرع في العمارة وخلص المارستان من أيدي الطامعين فهاب المتغلبين بخمسة آلف طابق وقيل بعشرة آلاف، وكان على بابه سوق فيه مائة دكان قد دثرت فأعادها وجمع فيه من الأشربة والأدوية والعقاقير التي يعز وجودها شيئا كثيرا، وأقام الفرش واللحف للمرضى، والأراييح الطيبة والأسرة والثلج والمستخدمين والأطباء والفراشين. وكان فيه ثمانية وعشرون طبيبا ونساء طباخات وبوابون وحراس، والحمام، والبستان إلى جانبه فيه أنواع الثمار والبقول والسفن على مائة تنقل الضعفاء والفقراء، والأطباء يتناوبونهم بكرة وعشية ويبيتون عندهم بالنوبة. وكان فيه عدة جباب جمع جب وهو الخابية فيها السكر الطبرزد والأبلوج واللوز والمشمش والخشخاش وسائر الحبوب والبراني الصينية فيها العقاير وأربع قواصر فيها الإهليلج الأصفر والكايلي والهندي وأربع قواصر تمر هندي وزنجبيل وعود وند ومسك وعنبر والراوند الصيني في البراني والترياق الفاروقي وجميع الأفاويه وصناديق فيها أكفان وقدور كبار وصغار وآلات وأربعة وعشرون فراشا. وذكر ابن صابي أشياء ما يوجد في دور الخلفاء مثلها.
وفي سنة 569هـ 1173م في رمضان كان الزمان ربيعا فتوالت الأمطار في ديار بكر والجزيرة والموصل فدامت أربعين يوما، فما رأينا الشمس فيها غير مرتين هذا قول ابن الأثير كل مرة مقدار لحظة، وخربت المساكن وغيرها وكثر الهدم ومات تحته كثير من الناس، وزادت دجلة زيادة عظيمة وكان أكثرها ببغداد فإنها زادت على كل زيادة تقدمت منذ بنيت بغداد بذراع وكسر، وخاف الناس الغرق وفارقوا البلد وأقاموا على شاطئ دجلة خوفا من انفتاح الفورج بمعنى السور أو السد وغيره، وكانوا كلما انفتح موضع بادروا بسده ونبع الماء في البلاليع وخرب كثير من الدور، ودخل الماء إلى المارستان العضدي ودخلت السفن من الشبابيك التي له فإنها كانت قد تقلعت، فمن الله على الناس بنقص الماء بعد أن أشرفوا على الغرق وفي يوم 3 صفر سنة 580هـ 17 مايو سنة 1184م دخل أبو الحسن محمد بن أحمد بن جبير بغداد سائحا ونزل في محلة منها، وكل محلة منها مدينة مستقلة. ومعلوم أن محلاتها كلها في الجانب الغربي من نهر دجلة أما الجانب الشرقي فكانت عمارته محدثة قال: وبين الشارع ومحلة باب البصرة سوق المارستان وهي مدينة صغيرة فيها المارستان الشهر ببغداد وهو على دجلة، وتتفقده الأطباء كل يوم أثنين وخميس ويطالعون أحوال المرضى به، ويرتبون لهم أخذ ما يحتاجون إليه وبين أيديهم قومه يتناولون طبخ الأدوية وجميع مرافق المساكن الملوكية والماء يدخل إليه من دجلة. ومن الحوادث التاريخية العظيمة التي لها اتصال بها المارستان صلب محمد بن محمد أبن بقية وزير عز الدولة بن بويه لما ملك بغداد بعد أخيه، لما كان يبلغه عنه من الأمور القبيحة ثم صلبه بحضرة المارستان العضدي وذلك يوم الجمعة لست خلت من شوال سنة 367 ورثاه أبو الحسن محمد بن عمر بن يعقوب الأنباري بقصيدة مشهورة لم يرث مصلوب بأحسن منها وأولها:
علوّ في الحياة وفي الممات بحق أنت إحدى المعجزات

كان الناس حولك حين قاموا وفود نداك أيام الصلات

كأنك قائم فيهم خطيبا وكلهم قيام للصلاة

مددت يديك نحوهم احتفاء كمدها إليهم بالهبات

ولما ضاق بطن الأرض عن أن يضم علاك من بعد الممات

أصاروا الجو قبرك واستنابوا عن الأكفان ثوب السافيات

لعظمك في النفوس تبيت ترعى بحفاظ وحراس ثقات

وتشعل عندك النيران ليلا كذلك كنت أيام الحياة

إلخ ما كتبه الشاعر المذكور ورمى بها نسخا في شوارع بغداد فتداولها الأدباء إلى أن وصل خبرها إلى عضد الدولة وأنشدت بين يديه فتمنى أن يكون هو المصلوب.

.الأطباء الذين عملوا بالبيمارستان العضدي:

الأطباء الذين عملوا بالبيمارستان العضدي كثيرون نذكر منهم:
1 - جبريل بن عبيد الله بن بختيشوع: تقدم ذكره في البيمارستان المقتدري.
2 - أبو الحسن علي بن إبراهيم بن بكس: نقل كتبا كثيرة إلى العربي ثم كف بصره وكان مع ذلك يحاول صناعة الطب توفى سنة 394هـ.
3 - أبو الحسن علي بن كشكرابا: كان طبيبا مشهورا ببغداد وكان في خدمة الأمير سيف الدولة بن حمدان ولما بنى عضد الدولة البيمارستان أستخدمه فيه.
4 - أبو يعقوب الأهوازي: كان من جملة الأطباء الذين جعلهم عضد الدولة في البيمارستان الذي أنشأه ببغداد وجعله من جملة المرتبين فيه للطب.
5 - أبو عيسى بقية: كان ضمن الأطباء الذين أختارهم عضد الدولة للعمل في البيمارستان.
6 - نظيف النفس الرومي: كان خبيرا باللغات وكان ينقل عن اليوناني إلى العربي وكان يعد الفضلاء في صناعة الطب استخدمه عضد الدولة في بيمارستانه وكان يتطير به.
7 - أبو الخير الجرائعي: خببير قيم مشهور الصناعة ممن أختارهم عضد الدولة.
8 - أبو الحسن بن تفاح: جرائحي مشهور أختاره عضد الدولة للبيمارستان.
9 - الصلت: من المجبرين المشهورين الذين أختارهم عضد الدولة.
10 - أبو نصر الدعنيي: من الكحالين.
11 - نبو حسون: من الأطباء الذين أختارهم عضد الدولة للبيمارستان عند إنشائه.
12 - عبد الرحيم بن علي المرزبان: أبو أحمد الطبيب المرزباني كان من أهل أصبهان عالما فاضلا بعلم الشريعة وعلم الطبيعة، تقدم في الدولة البويهية وكان قاضيا بتستر وخوزستان وكان إليه أمر البيمارستان بمدينة السلام ولم يزل على ذلك إلى أن توفى بتستر في جمادى الأولى سنة 396هـ.
13 - الطيب هو الفيلسوف الإمام العالم أبو الفرج عبد الله بن الطيب اعتنى بشرح كتب كثيرة من كتب أرسطوطاليس في المنطق، وكتب جالينوس في الطب وكان يقرئ صناعة الطب في البيمارستان العضدي ويعالج المرضى فيه، وكان معاصرا للشيخ الرئيس أبن سينا وتتلمذ له جماعة سادوا وأفادوا كالمختار بن الحسن المعروف بأبن بطلان وأبن بدروج والهروي وبنو حيون وعلي بن عيسى وأبو الحسن البصري وغيرهم وتوفى سنة 435هـ 1043م.
14 - أبو الحسن بن سنان بن ثابت بن قرة الصابي: من البيت المشهور في الطب وهم آل سنان، وكان ساعور البيمارستان ببغداد وكان في حدود سنة 439، ولم يكن بالمقصر في صناعة الطب عن مرتبة أسلافه من آبائه وأجداده ونسبائه.
15 - هارون بن صاعد بن هارون الصابي الطبيب أبو نصر: كان مقدم الأطباء وساعورهم في البيمارستان العضدي توفي ليلة الخميس الثالث من رمضان سنة 444هـ 1052م.
16 - أبو الحسن علي بن هبة الله بن الحسن: من الأطباء المتميزين في صناعة الطب، كان في أيام المقتدي بأمر الله وخدمه بصناعة الطب وخدم ولده المستظهر بالله وكان يتولى مداواة المرضى في البيمارستان العضدي. ولد ليلة السبت في 23 جمادى الآخرة سنة 436هـ 1044م وتوفي ليلة الأحد سادس ربيع الأول سنة 495هـ 1101م.
17 - أمين الدولة بن التلميذ هو موفق الملك أمين الدولة أبو الحسن هبة الله بن أبي العلي صاعد بن إبراهيم بن التلميذ: كان والده أبو العلي صاعد طبيبا مشهورا وكان جده لأمه الحكيم معتمد الملك أبو الفرج يحيى بن التلميذ، فلما توفي نسب إليه. خدم الخلفاء من بني العباس وارتفعت مكانته لديهم وانتهت إليه رياسة الصناعة ببغداد، وكان ساعور البيمارستان العضدي إلى حين وفاته، وكان خبيرا باللسان السرباني والفارسي ومتجرا في اللغة العربية، عمر طويلا وكان يحضر عند المقتفي كل أسبوع مرة فيجلسه لكبر سنه. وتوفي في صغر سنة 560هـ 1164م وله من العمر 94 سنة.
18 - جمال الدين بن أثردي هو أبو الغنائم سعيد بن هبة الله بن أثردي: من الأطباء المشهورين ببغداد وكان ساعورا للبيمارستان العضدي ومتقدما في أيام الإمام المقتفي لأمر الله.
19 - ابن المارستانية هو أبو بكر عبد الله بن أبي الفرج علي بن نصر بن حمزة عرف بابن المارستانية: كان فاضلا في صناعة الطب وسمع شيئا من الحديث وكان عنده تمييز وأدب وتولى نظر البيمارستان العضدي. توفي في ذي الحجة سنة 599هـ بموضع يقال له جرخ بند ودفن هناك.
20 - أبو علي بن أبي الخير مسيحي بن العطار النصراني النيلي الأصل البغدادي المولد والمنشأ وهو ابن مسيحي بن أبي البقاء: تقدم في زمن أبيه بسمعته وجاهه وجعل ساعورا للبيمارستان. وكان قليل التحفظ في أمر دينه ودنياه، وكان جاه أبيه يستره فلما مات أبوه سنة 608 زال من كان يحترمه لأجله.

.بيمارستان محمد بن علي بن خلف ببغداد:

قال الذهبي إن محمد بن علي بن خلف الوزير فخر الملك أبو غالب الصيرفي أنشأ بيمارستانا ببغداد قل أن عمل مثله.

.بيمارستان واسط:

في سنة 413هـ أنشأ مؤيد الملك أبو علي الحسن بن الحسن الرُّخجي وزير شرف الدولة بن بهاء الدولة مدبر دولة الخليفة القادر بالله في العراق جميعه، بيمارستانا بواسط وأكثر فيه من الأدوية والأشربة والعقاقير ورتب له الخزَّان والأطباء وغير ذلك مما يحتاج إليه ووقف عليه الوقوف الكثيرة.

.البيمارستان الفارقي بميَّافارقين:

قال ابن أبي أصيبعة: إن زاهد العلماء هو الذي بنى بيمارستان ميافارقين وحدثني الشيخ سديد الدين بن رقيقة الطبيب: أن سبب بناء بيمارستان ميافارقين، هو أن نصير الدولة بن مروان صاحب ديار بكر في أيام الخليفة القائم بأمر الله تولى الخلافة سنة 422هـ لما كان بميافارقين مرضت ابنة له وكان يرثي لها كثيرا، فآلى على نفسه أنها متى برئت أن يتصدق بوزنها دراهم فما عالجها زاهد العلماء وصلحت، أشار على نصير الدولة أن يجعل جملة هذه الدراهم التي يتصدق بها تكون في بناء بيمارستان ينتفع به الناس ويكون له بذلك أجر عظيم وسمعة حسنة. قال: فأمر ببناء المارستان وأنفق عليه أموالا كثيرة ووقف له أملاكا تقوم بكفايته وجعل فيه من الآلات وجميع ما يحتاج إليه شيئا كثيرا جدا، فجاء لا مزيد عليه في الجودة وكان مقررا في هذا البيمارستان مجلس للعلم يجيب فيه زاهد العلماء على المسائل والجوابات.

.بيمارستان باب محوَّل:

ذكر العيني في حوادث سنة 449هـ أنه كان مارستان في باب محول ولكنه دثر فلا عين ولا أثر، وباب محول محلة كبيرة كانت منفردة بجنب الكرخ ببغداد وكانت متصلة بالكرخ أولا.

.بيمارستان الموصل:

قال ابن كثير في سنة 572هـ بنى الأمير مجاهد الدين قايماز نائب قلعة الموصل جامعا الجماع المجاهدي حسنا ورباطا ومدرسة ومارستانا متجاورات بظاهر مدينة الموصل على دجلة. وأوقف عليه الأوقاف. وذكر الصفدي في الوافي بالوفيات: أن الحسن بن علي ابن سعيد بن عبد الله علم الدين أبو علي الشاقلاني كان يحب الحديث فكان في كنف جمال الدين بن محمد بن علي بن أبي منصور وزير الموصل، كثير الأفضال عليه فولاه البيمارستان بالموصل وبعد وفاته وفد على نور الدين الشهيد فأكرمه إلى أن مات سنة 572هـ وفي سنة 580هـ زار الموصل أبو الحسين محمد بن أحمد بن جبير الرحالة المغربي فذكر أن أحد أمراء بلدة الموصل وكان يعرف بمجاهد الدين بنى جامعا على شط دجلة وأمامه مارستان حفيل من بناء مجاهد الدين المذكور وحوالي سنة 728هـ دخل الرحالة ابن بطوطة مدينة الموصل فوجد بها مارستانا أمام مسجدها الجامع.

.بيمارستان حرَّان:

ذكر أبو الحسين محمد بن أحمد بن جبير الرحالة المغربي في رحلته إلى المشرق حوالي سنة 580هـ أن ببلدة حرّان مدرسة وبيمارستانا.

.بيمارستان الرَّقة:

لم نعرف عن هذا البيمارستان شيئا سوى ما ذكره ابن أبي أصيبعة من أن الحكيم بدر الدين ابن قاضي بعلبك خدم بالرَّقة في البيمارستان الذي بها وصنف مقالة حسنة في مزاج الرقة وأحوال هويتها وما يغلب عليها وأقام بها سنين.

.بيمارستان نصيبين:

قال ابن بطوطة الرحالة المغربي زرنا مدينة نصيبين حوالي سنة 720هـ وهي مدينة عتيقة متوسطة قد خرب أكثرها وهي بسيط أفيح. فيه المياه الجارية والبساتين الملتفة والأشجار المنتظمة والفواكه الكثيرة وبها يصنع ماء الورد الذي لا نظير له في العطارة والطيب ويدور بها نهر يعطف عليها انعطاف السوار، منبعه من عيون في جبل قريب منها، وينقسم انقساما فيتخلل بساتينها. ويدخل منه نهر إلى المدينة فيجري في شوارعها ودونها ويخترق صحن مسجدها الأعظم وينصب في صهريجين أحدهما وسط الصحن والآخر عند الباب الشرقي وبهذه المدينة مارستان ومدرستان وأهلها أهل صلاح ودين.